للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

درهما. قال: فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى منزلي. فقال: لا، حتى تحدّثنا كيف صنعت حيث (١) خرج رسول اللَّه ، وأنت معه. قال: فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا (٢) فأحيينا (٣) يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت ببصرى: هل أرى ظلا نأوي إليه؟ فإذا أنا بصخرة، فأهويت إليها فإذا بقية ظلها، فسويته لرسول اللَّه وفرشت له فروة، [و] (٤) قلت: اضطجع يا رسول اللَّه [فاضطجع] (٤)، ثم خرجت [انظر] (٤) هل أرى أحدا من الطلب؟ فإذا [أنا] (٤) براعي غنم، فقلت: لمن أنت (٥). فقال: لرجل من قريش. فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قلت: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم. فأمرته فاعتقل شاة منها، ثم أمرته فنفض ضرعها، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقة، فحلب لي كثبة (٦) من اللبن، فصببت (٧) على القدح، حتى برد أسفله

، ثم أتيت رسول اللَّه فوافيته وقد استيقظ، فقلت: (اشرب يا رسول اللَّه. فشرب حتى رضيت، ثم قلت: هل آن الرحيل؟ قال: فارتحلنا، والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول اللَّه، هذا الطلب قد لحقنا؟ قال: (لا تحزن إنّ اللَّه معنا) حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين - أو قال: رمحين أو ثلاثة - قال قلت: يا رسول اللَّه، هذا الطّلب قد لحقنا وبكيت. قال: لم تبكي؟ قال قلت: واللَّه (٨)، ما على نفسي أبكى، ولكني أبكى عليك.

قال: فدعا عليه رسول اللَّه ، فقال: اللَّهمّ اكفناه بما شئت. فساخت فرسه (٩) إلى بطنها في أرض صلد (١٠)، ووثب عنها وقال: يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع اللَّه أن ينجيني مما أنا فيه، فو اللَّه لأعمينّ على من ورائي من الطّلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهما،


(١) في المسند: حين.
(٢) يعنى: سرنا من أول الليل.
(٣) في المسند: أحثثنا.
(٤) عن المسند.
(٥) في المسند: لمن أنت يا غلام؟
(٦) الكثبة: القليل من اللبن.
(٧) في المسند: فصببت- يعنى الماء- على القدح.
(٨) في المسند: أما واللَّه …
(٩) في المسند: «فساخت قوائم فرسه». وساخت: غاصت.
(١٠) أرض صلد: مسماه صلبة لا تنبت شيئا.

<<  <  ج: ص:  >  >>