للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن ماكولا: حاطب بن أبي بلتعة بن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك بن سعّاد بن راشدة بن جزيلة بن لخم بن عدي، حليف بنى أسد، وكنيته أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو محمد، وقيل: إنه من مذحج، وهو حليف لبني أسد بن عبد العزى، ثم للزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، وقيل: بل كان مولى لعبيد اللَّه بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد، فكاتبه، فأدى كتابته يوم الفتح، وشهد بدرا، قاله موسى بن عقبة وابن إسحاق، وشهد الحديبيّة، وشهد اللَّه تعالى له بالإيمان في قوله تعالى:

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ﴾ (١). الآية.

وسبب نزول هذه السورة ما

أخبرنا إسماعيل بن عبيد اللَّه، وغير واحد، بإسنادهم عن محمد بن عيسى، أخبرنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الحسين بن محمد، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع قال: سمعت علي بن أبي طالب ، يقول: بعثنا رسول اللَّه أنا والزبير بن العوام، والمقداد، فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ (٢)، فإن بها ظعينة (٣) معها كتاب، فخذوه منها، فائتوني به، فخرجنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنجردن الثياب، قال: فأخرجته من عقاصها (٤) قال: فأتينا به رسول اللَّه ، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر النبي ، فقال: ما هذا يا حاطب؟ قال: لا تعجل على يا رسول اللَّه، إني كنت امرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتنى ذلك من نسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا وارتدادا عن ديني، ولا رضاء بالكفر، فقال رسول اللَّه : صدق، فقال عمر: دعني يا رسول اللَّه أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول اللَّه : إنه قد شهد بدرا، فما يدريك لعل اللَّه اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم!.

قال: وفيه نزلت هذه السورة ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾.

وقد رواه أبو عبد الرحمن السلمي، عن علي.

وكان سبب هذا الكتاب أن النبي لما أراد أن يغزو مكة عام الفتح، دعا اللَّه تعالى أن يعمّى الأخبار على قريش، فكتب إليهم حاطب يعلمهم بما يريده رسول اللَّه من غزوهم، فأعلم اللَّه رسوله بذلك، فأرسل عليا والزبير، فكان ما ذكرناه.

وأرسله رسول اللَّه إلى المقوقس، صاحب الإسكندرية، سنة ست، فأحضره، وقال: أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبيا؟ قال: قلت: بلى، هو رسول اللَّه، قال: فما له لم يدع على قومه حيث أخرجوه من


(١) الممتحنة: ١.
(٢) موضع بين مكة والمدينة.
(٣) الظعينة: المرأة في الهودج.
(٤) أي ضفائرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>