للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَصلٌ في ذِكر صالِح وقَومِه (١)

ذكره الله في خمسة مواضع، قال الله تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا﴾ [الأعراف: ٧٣] الآية. قال الزجاج: الثمد الماء القليل الذي لا مادَّة له، وإنما قال أخاهم لأنه من قبيلتهم، وقد ذكرناه.

واختلفوا في ثمود، فقال الجوهري: ثمود قبيلة من العرب الأولى، وهم قوم صالح (٢). وكذا قال الفرَّاء: [سمُّوا] (٣) ثمود لقلَّة مائهم، وقيل: هو اسم رجل، قال عكرمة: هو ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح، وقال جدي في "التبصرة": هو ثمود بن جابر بن إرم بن سام بن نوح، وقيل: ثمود بن جابر بن سام بن نوح.

قال الكلبي: وكانت هذه القبيلة تنزل وادي القرى إلى البحر والسواحل وأطراف الشام، وكانت أعمارهم طويلة، فكانوا يبنون المساكن فتنهدم، فلما طال ذلك عليهم اتخذوا من الجبال بيوتًا فنحتوها وعملوها على هيئة الدور، وكانوا قد عتوا وتجبرواه وأما صالح فاختلفوا في نسبه على أقوال:

أحدها: أنه صالح بن عبيد بن جابر بن إرم بن سام بن نوح، قاله مجاهد.

والثاني: صالح بن عبيد بن أنيف بن ماسخ بن خادر بن جابر بن ثمود. وقيل: جائر بالجيم والثاء. قاله مقاتل.

والثالث: صالح بن كانوا، قاله الربيع.

والرابع: صالح بن عبيد بن يوسف بن سانح بن عَبيل بن حاذر بن ثمود، قاله مجاهد. قال: وكان بينه وبين هود مئة سنة.


(١) انظر قصته في "تاريخ الطبري" ١/ ٢٢٦، وتفسيره ١٢/ ٥٢٥، و"البدء والتاريخ" ٣/ ٣١، ومروج الذهب ٣/ ٨٣، و"عرائس المجالس" ص ٦٨، و"المنتظم" ١/ ٢٥٥، وتفسير البغوي ٢/ ١٧٥، و"الكامل" ١/ ٨٩، و "البداية والنهاية" ١/ ١٣٠.
(٢) "الصحاح": (ثمد).
(٣) ما بين حاصرتين ليس في (ب)، وبدله في (ل) كلمة: إسحاق، والمثبت من (ط).