للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طاهر: السَّرف من الشَّرف.

قال المصنِّف : والأبياتُ التي تمثَّل بها لسعد بن ناشبٍ المازني، أصاب دمًا، فهدم بلالُ بن أبي بُردةَ داره، فقال الأبيات، وهي في "الحماسة" وأوَّلها:

سأغسل عني العارَ بالسيف جالبا … عليَّ قضاءَ اللهِ ما كان جالبا

وأَذهَل عن داري وأجعل هدمَها … لعِرضيَ من باقي المذمَّة حاجبا

ويصغر في عيني تِلادي إذا انْثَنَتْ … يميني بإدراك الَّذي كُنْتُ طالبا

فإنْ تهدموا بالغدر داري فإنَّها … تراثُ كريمٍ لا يخاف العواقبا

أخو غَمَراتٍ لا يريد على الَّذي … يهُمُّ به من مُفظِع الأمرِ صاحبا

إذا همَّ لم تُردَعْ عزيمةُ همِّه … ولم يأت ما يأتي من الأمر هائبا

فيا لَرِزامٍ (١) رشِّحوا بي مقدّمًا … إلى الموت خوَّاضًا إليه الكتائبا

إذا همَّ ألقى بين عينيه عزمَه … ولم يستشرْ في رأيه غيرَ صاحبا (٢)

وقال أحمدُ بن يزيد: كتب إلى طاهرٍ رجلٌ سفيهٌ برجل، فكتب على قصَّته: ﴿قَال سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [النمل: ٢٧].

وكتب طاهرٌ إلى إبراهيمَ بن المهديِّ وهو يحاصر بغداد: أما بعد: فإنَّه عزيزٌ عليَّ أن أكتبَ إلى أحدٍ من أهل بيتِ الخلافة بغير الإمرة، غيرَ أنَّني بلغني ميلُك إلى المخلوع الغادرِ الناكث، فإنْ كان كما بلغني، فكثيرٌ ما كتبت به إليك، وإن كان غيرَ ذلك، فالسلامُ عليك ورحمةُ الله وبركاتُه أيها الأمير.

وقال القاضي التَّنوخي (٣): لمَّا خرج طاهرٌ إلى محاربة عليِّ بن عيسى بنِ ماهان، ترك في كُمِّه دراهم ليفرقها في الفقراء والمساكين، ثم ركب وأسبل كُمَّه ناسيًا، فوقعت الدراهم وتبدَّدت، فتطيَّر واغتمَّ، وكان عنده شاعر، فأنشده: [من الكامل]

هذا تفرُّق جمعِهم لا غيرهُ … وذهابُها منه ذهاب الهمِّ


(١) اللام لام الاستغاثة، ورزام ينجرُّ به، وهم المدعوون. شرح المرزوقي.
(٢) كذا؟ وقد سلف هذا الشطر قبل قليل صدرَ بيت، وجعله هنا في العجز لم أجده لغيره.
(٣) في الفرج بعد الشدة ١/ ٢٨١.