للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعويل، ولم يحجَّ من الناس إلا القليل، والناس حيارى على المزابل، سكارى من الهول الهائل، والأرض تفرع وتميد، وليس عمَّا قضاه الله محيد].

وورد كتاب من خراسان بِعَوْد ألب أرسلان من خُوارَزم إلى نيسابور، وأنه أذِن لهزارسب في العود إلى خوزستان يحمل ما بقي عليه من المال إلى الخزانة، بعد أن أدَّى مئةَ ألف دينار.

وفي شعبان ورد أميرُ الجيوش بدر إلى دمشق واليًا، وهذه ولايته الثالثة، فنزل في مرج باب الحديد أيامًا، وبلغه قتلُ ولده بعسقلان، فدخل إلى القصر وأقام فيه، فوقعت الفتنة بين أهل دمشق وعسكره سنة ستين وأربع مئة، فخرج من القصر، فنزل عند مشهد القدم، فأحرق أحداثُ دمشق القصرَ.

وفيها خلع الخليفةُ على وزيره ابن جَهير خِلعةً نفيسةً، فطاب قلبُه، فكان الخليفة هو المباشر بنفسه الأمور، فأحبَّ ابنُ جَهير أن يستبدَّ بالأمور على جاري عادة الوزراء.

وفي رابع ذي القعدة خرج خادمٌ من عند الخليفة رسولًا إلى السلطان يهنيه بسلامته، ومعه خلع للسلطان، وأُضيف إليه أبو محمد التميمي الحنبلي، وأصحبهما يُذكِّره بِعَود خاتون زوجة الخليفة إليه، وشكايةً من النواب وما يتعرَّضون له في إقطاعه وإقطاع حاشيته، ولمَّا وصل هزارسب إلى الأهواز استأصل الدَّيلم، وأخذ أموالهم وإقطاعاتهم، وحصل له منهم مال عظيم.

وفي رمضان كُسي جامع المنصور بالبواري، فدخل فيه أربعة وعشرون ألف ذراع بواري، وثلاث مئة منًّا من الخيوط، وأخذ الصنَّاعُ أجرتَهم عشرين (١) دينارًا.

[قلت: وهذه بَوارٍ لو كانت حصر سامان (٢) أُفرش في أرضه اللؤلؤ والمرجان لكان قليلًا في جنب من صلَّى فيه من العلماء والفضلاء والفقهاء والزُّهَّاد والعُبَّاد والأولياء].


(١) الخبر في المنتظم ١٦/ ٩٦ - ٩٧.
(٢) سامان: نوع من الخيزران يوجد في جوار بيسان المدينة الصغيرة في فلسطين، تُعمل منه حصر جميلة. تكملة المعاجم لدوزي ٦/ ١٥.