للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بداية الحوار بين أبي سفيان وهرقل]

قال أبو سفيان: (إن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجاراً بالشام) كانت قريش قد عضها الفقر بنابه، وكان عندهم شيء شبيه بالمجاعة، حتى قال أبو سفيان كما في بعض الروايات الأخرى: (فما بقي من رجل أو امرأة في قريش إلا أعطاني شيئاً أبيعه) بسبب أن الحرب حصبت قريشاً؛ لأنهم ظلوا يقاتلون النبي عليه الصلاة والسلام مدة طويلة.

فلما علم هرقل أنهم في الشام أرسل في طلبهم، وفي بعض الروايات أن أبا سفيان قال: فبينما أنا مع رفقائي إذ جاء جنود هرقل فساقونا إليه.

فدعاهم في مجلسه ثم قال لترجمانه: قل لهم: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ هرقل رجل ذكي جداً، وقد قال عنه أبو سفيان: ما رأيت أدهى من هذا الأقلف.

الذي هو هرقل.

الأقلف: غير المختتن، وعدم الاختتان كان -بالذات في النساء- يترتب عليه فواحش كثيرة، وقد كانت العرب تعير الرجل فتقول له: يا بن القلساء.

والقلساء: التي لم تختتن.

والعوام يسمون الاختتان: طهارة؛ لأن المرأة إذا لم تختتن فإنها تكون كثيرة الحنين إلى الرجال، ولذلك تجد الفواحش تقع في أوروبا بسبب عدم الاختتان، والذين ينادون بعدم الاختتان فإنهم يعتدون على أنوثة المرأة؛ لأنهم يريدون أن تكثر الفواحش عندنا مثل ما كثرت الفواحش في بلاد الغرب بسبب عدم الاختتان.

وقد اختلف العلماء في كتب الفقه فقالوا: هل تجوز إمامة الأقلف أم لا، بل هل تجوز صلاته أم لا؟ لأنه يكون به بول مستمر.