للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قوة الإيمان خير من قوة الأبدان]

في الحقيقة أن هذا الجيل فريد، ولا أظن أن يتكرر هذا الجيل أبداً إلا أن يشاء الله رب العالمين.

وهذه عاقبة الإخلاص، أي رجل يخلص لدعوته يرضى بالمر في سبيلها، الصحابة رضوان الله عليهم كانت السمة العامة لعيشهم هو الشظف، ومع ذلك بارك الله تبارك وتعالى لهم في أبدانهم وقوتهم.

ربما أننا نأكل في المرة الواحدة من ألوان الطعام ما لم يأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غيره، ولا أقول: ربما، بل أقول: نحن نأكل طعاماً ما أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم أبداً، قالت عائشة رضي الله عنها: (لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير)، أما خبز البر الذي هو القمح الذي نأكله الآن فما رآه بعينيه، ولا أكله قط، ولا رأى منخلاً قط بعينيه، إنما كانوا يأتون بالشعير فيذرونه في الهواء، وما بقي كانوا يعجنونه على حاله ويأكلونه.

هذا هو أكل النبي عليه الصلاة والسلام، وأكل أصحابه رضوان الله عليهم.