للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو كان لي مالك لفعلت بعمل فلان - قال:- هي نيته فوزرهما فيه سواء".

وقال أيضًا (١): حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي كبشة الأنماري قال: قال رسول الله : "مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر: رجل آتاه الله مالًا وعلمًا، فهو يعمل به (في) (٢) ماله ينفقه في حقه، ورجل آتاه الله علمًا ولم يؤته مالًا، فهو يقول: لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل - قال: قال رسول الله - فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه الله مالًا ولم يؤته علمًا، فهو يخبط فيه ينفقه في غير حقه؛ ورجل لم يؤته الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل - قال: قال رسول الله - فهما في الوزر سواء".

إسناد صحيح، (ولله الحمد والمنة) (٣).

[خيركم من تعلم القرآن وعلمه]

حدثنا (٤) حجاج بن منهال، حدّثنا شعبة، أخبرني علقمة بن مرثد، سمعت سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان بن عفان ، عن النبي قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذلك الذي أقعدني مقعدي هذا.

وقد أخرج الجماعة هذا الحديث سوى مسلم من رواية شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن وهو عبد الله بن حبيب السلمي .

وحدثنا (٥) أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان قال: قال النبي : "إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه".

وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من طرق، عن سفيان، عن علقمة، عن أبي عبد الرحمن من غير ذكر "سعد بن عبيدة"، كما رواه شعبة ولم يختلف عليه فيه.

وهذا المقام مما حكم لسفيان الثوري فيه على شعبة. وخطأ بندار يحيى (٦) بن سعيد في روايته


(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٤/ ٢٣٠، ٢٣١).
وأخرجه ابن ماجه (٤٢٢٨)؛ وأبو عوانة في "صحيحه"؛ كما في "الفتح" (٩/ ٧٤)؛ ووكيع (٢٤٠)؛ وهناد بن السري (٥٨٦) كلاهما في "الزهد"؛ والمروزي في "زوائد الزهد" (٩٩٩)؛ والفريابي في "الفضائل" (١٠٥، ١٠٦)؛ والطحاوي في "المشكل" (٢٦٣)؛ والطبراني في "الكبير" (٨٦٧)؛ وابن الأعرابي في "معجمه" (ج ٤/ ق ٦٤/ ٢ - ١٠/ ١٨٩/ ١)؛ والبيهقي (٤/ ١٨٩) وسنده صحيح كما قال المصنف؛ وأعله الحافظ في "النكت الظراف" (٩/ ٢٧٤) بما ينظر فيه. والله أعلم.
(٢) في (ج) و (ط) و (ل): "فيهما"!
(٣) من (أ).
(٤) البخاري في "فضائل القرآن" (٩/ ٧٤).
(٥) البخاري في "فضائل القرآن" (٩/ ٧٤)؛ وأخرجه النسائي في "الفضائل" (٦٣)؛ والترمذي (٢٩٠٨)؛ وأحمد (١/ ٥٧) وغيرهم من طرق عن سفيان الثوري بسنده سواء.
(٦) كلا لم يخطئ يحيى القطان في روايته، وقد استوفيت تخريج الحديث، وتعليله وترجيح الراجح في "تسلية الكظيم" فللَّه الحمد.