للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قال لي ابن الزبير: كانت عائشة تسر إليك حديثًا كثيرًا، فما حدثتك في الكعبة؟ قال: قلت: قالت لي: قال النَّبِيّ : "يا عائشة، لولا قومك حديث عهدهم - فقال ابن الزبير: بكفر - لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين: بابًا يدخل منه الناس، وبابًا يخرجون". ففعله ابن الزبير.

انفرد (١) بإخراجه البخاري، فرواه هكذا في "كتاب العلم" من "صحيحه".

وقال مسلم في "صحيحه" (٢): حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله : "لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم، فإن قريشًا حين بنت (البيت) (٣) استقصرت، ولجعلت لها خلفًا".

قال (٤): وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حَدَّثَنَا ابن نمير، عن هشام بهذا الإسناد. انفرد (٥) به مسلم.

قال (٦): وحدثني محمد بن حاتم، حدثني ابن مهدي، حَدَّثَنَا سليم بن حيان، عن سعيد - يعني: ابن ميناء - قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول: حدثتني خالتي - يعني: عائشة - قالت: قال النَّبِيّ : "يا عائشة، لولا قومك حديثو (عهد) (٧) بشرك، لهدمت الكعبة، فألزقتها بالأرض، ولجعلت لها: بابًا شرقيًا، وبابًا غربيًا، وزدت فيها ستة أذرع من الحجر؛ فإن قريشًا اقتصرتها حيث بنت الكعبة". انفرد به أيضًا.

ذكر بناء قريش الكعبة بعد إبراهيم الخليل ، بمدد طويلة وقبل مبعث رسول الله بخمس سنين وقد نقل معهم في الحجارة، وله من العمر خمس وثلاثون سنةً:

صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين.

قالي محمد بن إسحاق بن يسار في "السيرة" (٨):

ولما بلغ رسول الله خمسًا وثلاثين سنة، (اجتمعت) (٩) قريش لبنيان الكعبة، وكانوا يهمون (بذلك) (١٠) ليسقفوها، ويهابون هدمها، وإنما كانت رضمًا (١١) فوق القامة، فأرادوا رفعها وتسقيفها، وذلك أن نفرًا سرقوا كنز الكعبة، وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة، وكان الذي وجد عنده الكنز دويك، مولى بني مليح بن عمرو من خزاعة، فقطعت قريش يده. ويزعم الناس أن الذين سرقوه وضعوه عند دويك. وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جُدة، لرجل من تجار


(١) يقصد: أن مسلمًا لم يروه.
(٢) في "كتاب الحج" (١٣٣٣/ ٣٩٨).
(٣) في (ل): "الكعبة".
(٤) يعني: مسلمًا. وقد أخرجه (١٣٣٣/ ٣٩٨).
وقد أخرجه أحمد (٦/ ٥٧)؛ وأبو نعيم في "المستخرج" من طريق ابن أبي شيبة، قالا: حَدَّثَنَا عبد الله بن نمير بهذا الإسناد.
(٥) هذا وهم من المصنف . فقد أخرجه البخاري في "كتاب الحج" (٣/ ٤٣٩) قال: حَدَّثَنَا عبيد بن إسماعيل، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة بهذا الإسناد سواء.
(٦) يعني: مسلمًا، وهو عنده (١٣٣٣/ ٤٠١).
(٧) في (ل): "عهدهم".
(٨) انظر: "سيرة ابن إسحاق" (ص ٨٣ - ٨٩) و"التمهيد" (١٠/ ٣٥ - ٤٥).
(٩) في (ج) و (ض) و (ل): "أجمعت".
(١٠) في (ل): "لذلك".
(١١) الرضم: هي الصخور بعضها على بعض.