للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي معناه الحديث الذي رواه الإمام أبو عبيد (١).

حدثنا أحمد بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، عن الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة أنها نعتت قراءة رسول الله مفسرةً حرفًا حرفًا.

وهكذا رواه الإمام أحمد بن حنبل، عن يحيى بن إسحاق، وأبو داود، عن يزيد بن خالد الرملي والترمذي والنسائي، كلاهما عن قتيبة كلهم عن الليث بن سعد به.

وقال الترمذي: "حسن صحيح".

ثم قال أبو عبيد (٢): وحدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة قالت: كان رسول الله يقطع قراءته ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)[الفاتحة].

وهكذا رواه أبو داود من حديث ابن جريج.

وقال الترمذي: "غريب وليس إسناده بمتصل".

يعني أن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة لم يسمعه من أم سلمة إنما رواه عن يعلى بن مملك كما تقدم، والله تعالى أعلم.

[الترجيع]

حدثنا (٣) آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، حدثنا أبو إياس قال: سمعت عبد الله بن مغفل قال: رأيت النبي وهو على ناقته - أو جمله - يسير به وهو يقرأ سورة الفتح - أو من سورة الفتح - قراءةً لينةً وهو يرجع.

وقد تقدم هذا الحديث في القراءة على الدابة، وأنه من المتفق عليه، وفيه أن ذلك كان يوم الفتح.

وأما الترجيع فهو الترديد في الصوت، كما جاء أيضًا في البخاري أنه جعل يقول: آاآ وكأن ذلك صدر من حركة الدابة تحته، فدل على جواز التلاوة عليه وإن أفضى إلى ذلك.

ولا يكون ذلك من باب الزيادة في الحروف بل ذلك مغتفر للحاجة كما يصلي على الدابة حيث توجهت به مع إمكان تأخير ذلك، والصلاة إلى القبلة، والله أعلم.


(١) في "فضائل القرآن" (ص ٧٤)؛ وأخرجه أبو داود (١٤٦٦)؛ والنسائي (٢/ ١٨١)، وفي "فضائل القرآن" (٨٢)؛ والترمذي (٢٩٢٣)؛ وفي الشمائل (٣٠٧)؛ والبخاري في "خلق الأفعال" (١٧١، ١٧٢)؛ وأحمد (٦/ ٢٩٤، ٣٠٠)؛ وابن خزيمة (ج ٢/ رقم ١١٥٨)؛ وصححه الحاكم (١/ ٣٠٩، ٣١٠) على شرط مسلم ووافقه الذهبي وليس كما قالا؛ لأن يعلى بن مملك لم يخرج له مسلم ثم فيه جهالة ولم يرو عنه إلا ابن أبي مليكة وقد اختلف في إسناده كما يأتي.
(٢) في "فضائل القرآن" (ص ٧٥)؛ وأخرجه الطبراني في "الكبير" (ج ٢٣/ رقم ٦٠٣)؛ وأبو عمرو الداني في "الوقف والابتداء" (ص ١١٠، ١١١) عن أبي عبيد به وأخرجه أبو داود (٤٠٠١)؛ والترمذي (٢٩٢٧)؛ وفي "الشمائل" (٣٠٩)؛ وأحمد (٦/ ٣٠٢، ٣٢٣) وغيرهم من طريق يحيى بن سعيد الأموي بسنده سواء وضعفه الترمذي بالانقطاع وأصاب في ذلك لما ذكرته في "تسلية الكظيم" والله أعلم.
(٣) البخاري في "الفضائل" (٩/ ٩٢) وقد مر تخريجه.