للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الليث، حدثني خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، أخبرني صهيب مولى العُتواري [١]، أنه سمع أبا هروة وأبا سعيد يقولان: خطنا رسول الله يوما فقال: "والذي نفسي بيده" - ثلاث مرات ثم أكب فأكب كل رجل منا يبكي لا ندري على ماذا حلف عليه، ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى [٢]، فكان أحب إلينا من حمر النعم فقال: "ما من عبد يصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة، ثم قيل له ادخل بسلام".

وهكذا رواه النسائي والحاكم في مستدركه من حديث الليث بن سعد به، ورواه الحاكم أيضا وابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال به، ثم قال الحاكم: صحيح على شرط الصحيحين ولم يخرجاه.

[(تفسير هذه السبع)]

وذلك بما ثبت في الصحيحين (٢٨٤)، من حديث سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن سالم أبي الغيث، عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قيل: يا رسول الله؛ وما هن؟ قال: "الشرك بالله، وقتل النفس [التي حرم الله إلا بالحق] [٣]، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".


= فحسب، ووافقه الذهبى على تصحيح إسناده، مع أن صهيبًا مولى العُتواري لم يخرج له سوى النسائى من الجمعة، وقد ترجم له الذهبى نفسه في "الميزان" وقال: "لا يكاد يعرف" وقال ابن حجر في "التقريب": تفرد نعيم المُجْمِر بالرواية عنه، ووهم من قال غير ذلك، مقبول" والحديث عزاه المنذرى في "الترغيب والترهيب" (١/ ٥١٥) والسيوطى في "الدر المنثور" (٢/ ٢٦٠) إلى ابن ماجة ولم أجده في "السنن" ولم يعزه المزى في "تحفة الأشراف" (٣/ ٤٧٩) له، فلعله في تفسيره والله أعلم. كما زاد نسبته الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١٢/ ١٨٢) إلى الطبراني وبالله التوفيق.
(*) - كذا، والصواب: عمر.
(٢٨٤) - أخرجه البخارى، كتاب الوصايا، باب: قول الله تعالى: ﴿إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا﴾ (٢٧٦٦)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: بيان الكبائر وأكبرها (١٤٥) (٨٩)، وكذا أخرجه أبو داود، كتاب الوصايا، باب: ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم (٢٨٧٤)، والنسائى، كتاب الوصايا، باب: اجتناب أكل مال اليتيم (٦/ ٢٥٧).