للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن حُضير [١] قال: بينما [٢] هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها فأشفق أن تصيبه، فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدّث النبي فقال: "اقرأ يا ابن حُضير". قال: فأشفقت يا رسول الله؛ أن تطأ يحيى وكان منها قريبًا، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظُلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها. قال: "وتدري ما ذاك؟ " قال: لا. قال: "تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم".

وهكذا رواه الإمام العالم [٣] أبو عبيد القاسم بن سلام (١٧)، في كتاب فضائل القرآن عن عبد الله بن صالح [٤] ويحيى بن بكير، عن الليث، به.

وقد رُوي من [وجه آخر] [٥] عن أسيد بن حضير كما تقدم (١٨)، والله أعلم.

وقد وقع نحو من هذا لثابت بن قيس بن شماس [٦] وذلك فيما رواه أبو عبيد (١٩) - حدَّثنا عباد بن عباد، عن جرير بن حازم، عن عمه [٧] جرير بن زيد [٨]: أن أشياخ أهل المدينة حدّثوه أن رسول الله قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيحَ؟!. قال: "فلعله قرأ سورة البقرة".

قال: فسئل ثابت فقال: قرأت سورة البقرة. وهذا إسناد جيد، إلا أن فيه إبهامًا، ثم هو مرسل، والله أعلم.

ذكر [٩] ما ورد في فضلها مع آل عمران


(١٧) - الحديث في فضائل القرآن (ص ٦٣)، ورواه البيهقي في الدلائل (٧/ ٨٤)، وأبو نعيم في المعرفة رقم ٨٧٦ - (٢/ ٢٥٥) والحافظ في تغليق التعليق (٤/ ٣٨٧).
(١٨) - فضائل القرآن لأبي عبيد ص (٦٥).
(١٩) - فضائل القرآن لأبي عبيد (ص ٦٥ - ٦٦).