للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر وأنثى، فكان يزوج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر، وكانت [١] أخت هابيل دميمة [٢]، وأخت قابيل وضيئة، فأراد أن يستأثر بها على أخيه، فأبى آدم ذلك إلا أن يقرّبا قربانًا، فمن تقبل منه فهي له، فقربا فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل فكان من أمرهما ما قصه [٣] الله في كتابه.

[ذكر أقوال المفسرين هاهنا]

قال السدي: فيما ذكر عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة عن ابن

مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ومسلم: أنه كان لا يولد لآدم مولود إلا

ولد ومعه [٤] جارية، فكان يزوّج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، ويزوج جارية هذا

البطن غلام هذا البطن الآخر، حتى ولد له ابنان يقال لهما: [هابيل وقابيل]، وكان قابيل

فيحب زرع، وكان هابيل صاحب ضرع، وكان قابيل أكبرهما، وكان له أخت أحسن من

أخت هابيل، وأن هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل فأبى عليه، وقال: هي أختي ولدت معي، وهي أحسن من أختك، وأنا أحق أن أتزوّج بها. فأمره أبوه أن يزوّجها هابيل فأبى، وأنهما قرّبا قربانًا إلى الله ﷿ أيهما أحق بالجارية، وكان آدم قد غاب عنهما أتى مكة ينظر إليها، قال الله ﷿: هل تعلم أن لي بيتًا في الأرض؟ قال: اللهم لا. قال: إنّ لي بيتًا [في مكة] [٥] فأته. فقال آدم للسماء: احفظي رلدي بالأمانة. فأبت، وقال للأرض فأبت، وقال للجبال فأبت، فقال لقابيل، فقال: نعم، تذهب وترجع، وتجد أهلك كما يسرك. فلما انطق آدم قربا قربانًا، وكان قابيل يفخر عليه، فقال: أنا أحق بها منك، هي أختي وأنا أكبر منك، وأنا وصي والدي. فلما قربا قرّب هابيل جذعة سمينة، وقرب قابيل حزمة سنبل، فوجد فيها سنبلة عظيمة، ففركها وأكلها [٦]، فنزلت النار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب، وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختى. فقال هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين رواه ابن جرير (٣١٤).


(٣١٤) - رواه في تفسيره (١٠/ ٢٠٦، ٢٠٧) (٥/ ٢١٧) حدثني موسى بن هارون قال: حدثنى عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السدي. . . فذكره.
وإسناده حسن: أسباط بن نصر صدوق، لكنه كثير الخطأ يغرب، وشيخه السدي صدوق، لكن عابوا عليه التشيع، وهي علة غير قادحة، وأما الراوي عن أسباط وهو عمرو بن حماد القناد، فروى=