للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قط ولا بربط قط، ولا شيئًا قط أحسن من صوته.

[قول المقرئ للقارئ: حسبك]

حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدةَ، عن عبد الله قال: قال لي رسول الله : "اقرأ عليّ". فقلت: يا رسول الله، أأقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: "نعم"، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: ﴿فَكَيفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ (٣٥٧)، قال: "حسبك الآن" فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان (٣٥٨).

أخرجه الجماعة إلا ابن ماجه، من رواية الأعمش، به (٣٥٩)، ووجه الدلالة ظاهر، وكذا الحديث الآخر: "اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا".

في كم يقرأ القرآن وقول الله تعالى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾

حدثنا علي، حدثنا سفيان، قال: قال لي ابن شبرمة: نظرت كم يكفي الرجل من القرآن فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات. فقلت: لا ينبغي لأحد أن يقرأ أقل من ثلاث آيات. قال سفيان: أخبرنا منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، أخبره علقمة عن أبي مسعود، فلقيته وهو يطوف بالبيت، قذكر قول النبي، ، إن: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" (٣٦٠).

وقد تقدم أن هذا الحديث متفق عليه، وقد جمع البخاري فيما بين عبد الرحمن بن يزيد وعلقمة عن أبي مسعود وهو صحيح؛ لأن عبد الرحمن سمعه أولًا من علقمة، ثم لقي أبا مسعود وهو يطوف فسمعه منه، وعليّ هذا هو ابن المديني وشيخه هو سفيان بن عيينة، وما قاله عبد الله بن شبرمة -ففيه الكوفة في زمانه- استنباط حسن، وقد جاء في حديث في السنن: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وثلاث آيات" (٣٦١)، ولكن هذا الحديث -أعني حديث أبي


(٣٥٧) -[النساء: ٤١].
(٣٥٨) - البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب: قول المقرئ للقارئ: حسبك، برقم (٥٠٥٠).
(٣٥٩) - تقدم (٢٩٨).
(٣٦٠) - البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب: في كم يقرأ القرآن، وقول الله تعالى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ [المزمل: ٢٠] برقم (٥٠٥١).
(٣٦١) - لم نجده في شيء من السنن بزيادة: "وثلاث آيات،. وإنما أخرجه ابن عدي، عن عمر بن يزيد المدائني، عن عطاء، عن ابن عمر قال: قال رسول الله، : "لا يجزئ المكتوبة =