للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن تأمّل هذا جيدًا، وأمعن النظر اتضح له [أن هذا وم] [١] إن [٢] كان [٣] هو الواقع، لكن لا يلزم منه أن يكون المراد بهذه الآية هذا، بل المراد بها ما ذكرناه من تقرير وجود عيسى، ، وبقاء حياته في السماء، وأنه سينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة؛ ليكذب هؤلاء وهؤلاء من اليهود والنصارى الذين تباينت أقوالهم فيه، وتضادت [٤] وتعاكست وتناقضت وخلت عن الحق، ففرط هؤلاء اليهود، وأفرط هؤلاء النصارى، تنقَّصه اليهود بما رموه به وأمّه من العظائم، وأطراه النصارى بحيث ادّعوا فيه ما [٥] ليس فيه؛ فرفعوه في مقابلة أولئك عن مقام النبوّة إلى مقام الربوبية، تعالى الله، عما يقول هؤلاء وهؤلاء علوًّا كبيرًا، وتنزه وتقدّس، لا إله إلا هو.

[(ذكر الأحاديث الواردة في نزول عيسى ابن مريم إلى الأرض من السماء في آخر الزمان قبل يوم القيامة وأنه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له)]

قال البخاري، ، في كتاب ذكر الأنبياء من صحيحه المتلقى بالقبول: (نزول عيسى ابن مريم حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله، : "والذي نفسي بيده، ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، وحتى تكون السجدة خيرًا من الدنيا وما فيها". ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ (٩٢٧).


(٩٢٧) - رواه البخارى فى "صحيحه" فى الوضع المشار إليه برقم (٣٤٤٨) ورواه فى كتاب البيوع، باب: قتل الخنزير حديث (٢٢٢٢) وفى كتاب المظالم، باب: كسر الصليب وقتل الخنزير حديث (٢٤٧٦)، وفى أحاديث الأنبياء أيضًا، باب: نزول عيسى ابن مريم حديث (٣٤٤٩)، ومسلم فى الإيمان، باب: نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد حديث (١٥٥)، والترمذى فى كتاب الفتن، باب: ما جاء فى نزول عيسى ابن مريم حديث (٢٢٣٣)، وابن ماجه فى الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى بن مريم وخروج يأجوج =