للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خمر، قيل لي: خذ أيهما شئت؟ فأخذت اللبن فشربت فقيل لي [١]: هديت الفطرة -أو أصبت الفطرة- أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك". وأخرجاه من وجه آخر عن الزهري به نحوه.

وفي صحيح مسلم (٥٢) عن محمد بن رافع عن حجين بن المثني، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لقد رأيتنى في الحجر، وقريش تسألني عن مسراي، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربًا ما كربت مثله قط، فرفعه الله لي أنظر إليه، ما سألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، وإذا موسى قائم يصلي، [وإذا هو رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى [ابن مريم] [٢] قائم يصلي] [٣]، أقرب الناس شبهًا به عروة بن مسعود الثقفى، وإذا إبراهيم قائم يصلي [أشبه الناس به] [٤] صاحبكم -يعني: نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت قال قائل: يامحمد؛ هذا مالك صاحب النار [٥]، [فسلَّم عليه] [٦] فالتفت إليه، فبدأني بالسلام".

وقال ابن أبي حاتم (٥٣): حدثنا أبي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي الصلت، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "رأيت ليلة أسري بي لما انتهينا إلي السماء السابعة فنظرت فوق فإذا رعد وبرق وصواعق، قال: وأتيت علي قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، فقلت: من هؤلاء ياجبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا، فلما نزلت إلي السماء [٧] الدنيا نظرت أسفل مني، قال: [٨] فإذا أنا برهج ودخان وأصوات، فقلت: [ما هذا] [٩] يا جبريل؟ قال: هذه الشياطين، يحرفون [١٠] علي أعين بني آدم، [ألّا يتفكروا] [١١] في ملكوت


(٥٢) - أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الإيمان باب: ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال (٢٧٨). (١٧٢). وقد جعل ابن كثير -رحمه الله تعالى- شيخ مسلم في هذا الحديث "محمد بن رافع" وفي المطبوع "وحدثني زهير بن حرب حدثنا حجين به".
(٥٣) - تقدم تخريجه [سورة الأعراف آية ١٨٥].