للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٨٧ - حدثني ابن منير (١) سمع سلمة (٢)،


سمه، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾. قال الصائغ: هم سليمان بن أرقم، ثم نقل العقيلي عن الإِمام أحمد أنه قال فيه: ليس بشيء وقال أيضا: ليس يسوى فلسا. وأخرج العقيلي ايضا من طريق: علي ابن الحسن الأصبهاني، عن عامر بن سيار، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري به مثله. وأخرج أبو الشيخ في كتاب الأمثال (٤٤) من طريق محمد بن إِبراهيم بن داود، عن نصر بن عبد الملك السنجاري، عن الحارث بن أبي مفلح الضبعي، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري به مثله. وأخرج ابن عدى في الكامل (٢/ ٦٢٢) من طريق هنبل بن محمد، عن عبد الله بن عبد الجبار الخبائرى، عن الحكم -يعني ابن عبد الله الأيلى، عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن عائشة مثله. وذكر ابن عدي أنه قد روى لهذا الإِسناد أكثر من خمسة عشر حديثا كلها موضوعة. وذكر ابن حبان في المجروحين (١/ ٢٤٨) هذا الحديث من هذا الطريق، ثم روى عن الإِمام أحمد أنه قال: أحاديث الحكم بن عبد الله كلها موضوعة.
قلت: وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة، منهم ابن عباس وجابر وأنس، وأبو هريرة، وأبو بكرة، وعلي، وعبد الله بن جراد، والحجاج بن يزيد عن أبيه … وروى مرسلا عن جماعة من التابعين، منهم: عطاء وأبو مصعب، وابن شهاب الزهري. وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ١٥٩) طرق هذا الحديث وحكم عليها بالضعف والوضع. وقال العقيلي في الضعفاء (٢/ ١٣٩): ليس في هذا الباب عن النبي يثبت. وقال في موضع آخر (٤/ ١٠٢): والرواية في هذا الباب فيها لين. وقال العراقي في تخريج الإِحياء (٤/ ١٠٥): وله طرق كلها ضعيفة. وقد جمع الحافظ السيوطي طرق هذا الحديث في جزء، وقال في اللآليء (٢/ ٨١): هذا الحديث في معتقدى حسن صحيح. وجمع الشيخ أحمد بن الصديق الغماري طرقه أيضا في جزء سماه "بلوغ الطالب ما يرجوه، من طرق حديث اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" وقال: تكلمت عليه بما تقرر من القواعد، وذكرت ما له من المتابعات والشواهد، وحكمت بحسنه لغيره. والله أعلم. وانظر مسند الشهاب للقضاعي (١/ ٣٨٤).
(١) هو عبد الله بن منير -آخره راء- أبو عبد الرحمن المروزي الزاهد. ثقة عابد، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، ويقال بعد ها، روى له البخاري والترمذي والنسائي. الكبير (٥/ ٢١٢)، الجرح (٥/ ١٨١)، التقريب (٣٢٥).
(٢) سلمة بن سليمان المروزي أبو سليمان، ويقال أبو أيوب المؤدب، ئقة حافظ، كان يورق لابن المبارك، مات سنة ثلاث ومائتين روى له البخاري ومسلم والنسائي، الطبقات (٧/ ٣٧٨)، الجرح (٤/ ١٦٣)، التقريب (٢٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>