للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنتم من الزيادة. والله أعلم (١).

مَسْألة (٢٥):

اختلفت الرواية عن مالك في وضع اليمين على الشمال في الصلاة (٢).


(١) ذهب الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٢٥٤) إلى أن الرفع إلى الصدر والمنكبين في زمن البرد، وإلى الأذنين وفوق الرأس في زمن الحر؛ لأن أيديهم في زمن البرد تكون ملفوفة في ثيابهم، وفي غيره تكون بادية، واعتمد رواية نافع: الرفع إلى الأذنين، وحمل رواية المنكبين أنهم فعلوا ذلك في البرد، لكن قال ابن الملقن: "ويمنع من ذلك رواية سفيان بن عيينة الواقع فيها: رأيت رسول الله إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه. قال وائل: ثم أتيتهم في الشتاء فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس، كذا رواه الشافعي والحميدي عن سفيان، وهي مصرحة أن الرفع إلى المنكبين كان في الشتاء". التوضيح (٦/ ٦٢٨).
(٢) مسألة وضع اليمين على الشمال في الصلاة من المسائل التي كثر فيها الكلام، خصوصًا في هذا العصر، وأفردت بمؤلفات خاصة ما بين مؤيد وراد. والمتأمل في أدلة المسألة لا يبقى عنده شك في سنية القبض، وأن من أنكره لم يأت بشيء يذكر، إلا مجرد تأويلات للنصوص بعيدة، أو نقولات عن بعض السلف لا ترقى لتقاوم الصحيح عن النبي والصحابة والتابعين. وقد ألف الشيخ العلامة محمد المكي بن عزوز البرجي المالكي رسالة خاصة في نصرة هذه السنة سماها: "المبرة في أن القبض في الصلاة مذهب إمام دار الهجرة". وقد حاول الشيخ محمد المحفوظ الشنقيطي نصرة السدل في كتابه: "فتح ذي المنة برحجان السدل من السنة" فلم يأت بطائل، وبرهن على ضعفه الشديد في علم الحديث وغيره، وعلى أسلوب لا يليق إلا بالمتعصبة الذين همهم نصرة المذهب بأي شيء كان؛ وإن كان مخالفًا للدليل، مع أن الإمام مالكًا صح عنه القبض، فلا معنى للمعاندة والرفض. وقد رد على رسالة الشنقيطي هذه أحد الأساتذة في رسالة سماها: "المحيط في الرد على تخبيط حفيد الشناقيط". وكذا ألف محمد الخضر الشنقيطي رسالة في نصرة السدل سماها: "إبرام النقض =

<<  <  ج: ص:  >  >>