للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلمتم أن العرب الذين هم أعرف منكم به إذا عجزوا عنه كنتم أنتم عنه أعجز، وأنتم قادرون على [تعلمه] (١) كما تتعلمون عند نشئكم بعد صغركم كلامكم بلغتكم، وكما تتعلمون ما في التوراة والإنجيل بلغتكم وأنتم قادرون على ذلك، فإذا بلغهم هذا تواترا؛ ففيه أقوى الإنذار لهم به، ولو فسر لهم معانيه بألسنتهم لم يكن ذلك قرآنا، بل يكون تفسيرا للقرآن، وتفسير القرآن ليس هو القرآن. وبالله التوفيق.

* * *

* مسألة (٤٧):

عند مالك والشافعي أن المصلي يدعو في صلاته بما شاء، سواء كان مما يوجد في القرآن أم لا، حتى لو قال: اللهم ارزقني ألف دينار، وغير ذلك مما يدعو الناس به؛ جاز (٢).

وقال أبو حنيفة: لا يدعو إلا بما يوجد في القرآن من الأدعية (٣).

والدليل لقولنا قوله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (٤) فهو عام.

وأيضا ما روي عن رسول الله : "إن صلاتنا لا يصلح فيها شيء من


(١) بالأصل تعليمه، وهو خطأ.
(٢) انظر الإشراف (١/ ٢٩٢ - ٢٩٣) حاشية الخرشي (١/ ٥٤٤) مواهب الجليل (١/ ٧٥٧) الأوسط (٣/ ٤٢٤ - ٤٢٧) المجموع (٤/ ٦٢٠ - ٦٢٧).
(٣) التجريد (٢/ ٥٧٩ - ٥٨٢) شرح فتح القدير (١/ ٣٢٦ - ٣٢٧) وعند الحنابلة روايتان كالمذهبين. انظر المغني (٢/ ١١٦ - ١١٧).
(٤) سورة غافر، الآية (٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>