للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَاب (١): [القول فيما يلزم فيه الاجتهاد وما لا يلزم

ومذهب مالك أنه] (٢) إذا دخل رجل إلى قرية خراب لا أحد فيها، وحضر وقت الصلاة، فإن كان من أهل الاجتهاد (٣) ولم تخف عليه دلائل القبلة رجع (٤) إلى ذلك (٥)، [ولم يلتفت إلى غير ذلك] (٦)، ولم يلتفت إلى محاريب (٧) يشاهدها في آثار مساجد قد خربت، فإن خفيت عليه الدلائل، أو لم يكن من أهل الاجتهاد، وكانت القرية للمسلمين (٨) فإنه يصلي إلى


(١) في (س): فصل.
(٢) زيادة من (خ) و (ص).
(٣) قال ابن قدامة: "والمجتهد في القبلة هو العالم بأدلتها وإن كان جاهلًا بأحكام الشرع، فإن كل من علم أدلة شيء؛ كان من المجتهدين فيه وإن جهل غيره، ولأنه يتمكن من استقبالها بدليله فكان مجتهدًا فيها كالفقيه، ولو جهل الفقيه أدلتها أو كان أعمى؛ فهو مقلد وإن علم غيرها". المغني (١/ ٦٠٤).
(٤) في (خ) و (ص): يرجع.
(٥) أي إلى ما يؤديه إليه اجتهاده.
(٦) مثبت من (ص).
(٧) المحاريب جمع محراب، والمحراب هو صدر المجلس، ويقال: هو أشرف المجالس، وهو حيث يجلس الملوك والسادات والعظماء، ومنه محراب المصلي، ومحراب المسجد، وسمي بذلك لأنه صدر المسجد وأشرف موضع فيه، ويقال: محراب المصلي مأخوذ من المحاربة؛ لأن المصلي يحارب الشيطان، ويحارب نفسه بإحضار قلبه. انظر القاموس المحيط (١/ ٧٣) المصباح المنير (٩٤) النهاية (١٩٥).
(٨) إن احتمل أنها من بناء المسلمين واحتمل أنها من بناء الكفار؛ لم يعتمدها، بل يجتهد. المجموع (٤/ ٢٨٨) وهو المذهب عند الحنابلة. انظر المغني (١/ ٦٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>