للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لماله غير عدل؛ لم يستحق الحجر، وإنما الحجر يكون لحفظ المال خوف الفقر.

فإن قيل: فإن ما ذكرتموه من الإجماع ليس كذلك؛ لأنه قد روي عن ابن عباس أنه قال: "الرشد هو البلوغ والحلم والوقار" (١).

والفاسق ليس له وقار.

وقد روي عن الحسن البصري أنه قال: "الرشد إصلاح المال والدين" (٢).

قيل: عنه جوابان:

أحدهما: أن الحلم والوقار قد يوجد فيمن يرى به وهو فاسق أكثر من العدل.

والجواب الآخر: هو أن قول ابن عباس والحسن "الرشد" بالألف واللام؛ يقتضي كل الرشد التام، والله تعالى قال: ﴿فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا﴾، فنكّره، ولم يقل: الرشد، فأي رشد حصل؛ فقد تناوله الظاهر إلا أن يقوم دليل، فلم يحصل الخلاف في الموضع الذي تنازعنا فيه. والله أعلم.

فَصْل

فأما الجارية؛ فلا ينفك حجرها حتى تبلغ، وتتزوج، ويدخل بها زوجها، ويعلم أنها ضابطة لمالها (٣).


(١) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (١١/ ٩) وابن حزم في المحلى (٧/ ١٤٩).
(٢) أخرجه ابن جرير عند تفسير قوله تعالى من سورة النساء ﴿فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا﴾ وابن حزم في المحلى (٧/ ١٤٩) والبيهقي (٦/ ٩٨) ونقله أيضًا ابن المنذر في الأوسط (١١/ ٩).
(٣) وروي عن مالك مثل قول الجمهور، ولأصحاب مالك في هذا أقوال غير هذه، قيل: إنها =

<<  <  ج: ص:  >  >>