للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ييد الذَّكَرِ لَوْحٌ فيه كِتَابَةٌ، وبيد الأُنْثَى مِراةٌ وآلةٌ من ذَهَبٍ تُشْبِهِ المِنْقَاش. وبين الصَّخْرَتين بَرْنِيَّةٌ من حِجَارَةٍ على رَأْسِهَا غِطَاءُ ذَهَب. قال: فاجْتَهَدْتُ فِي قَلْعِه حتَّى قَلَعْتُهُ، فرَأَيْتُ فيها شَبِيه القَارِ بغير رَائِحَتِه قد يَبِس. قال: فأَدْخَلْتُ يَدي فيه، فوَقَعَ فيها حُقَّةُ ذَهَبٍ، فَنَزَعْتُ رَأسَها فإذا فيها دَمٌ عَبِيط، سَاعَة قَرَعَهُ الهَوَاءُ جَمُدَ كما يَجْمُدُ الدَّم، فإذا رَجُلٌ نَائِمٌ على قَفَاهُ، على نِهَايَةِ الصِّحَّة والجَفَاف، بَيِّنُ الخِلْقَة ظَاهِرُ الشَّعْر، وعلى جَانِبِه امْرَأَة على هَيْئَتِه. قال: وذلك السَّطْحُ مُقَعَّرٌ نحو قَامَة وكان يَدُورُ مِثْلَ المِسْمَارِ ذَاتَ آزاجٍ من حِجَارَةٍ فيها صُوَرٌ وتَمَاثِيلُ، مَطْرُوحَةٌ وقَائِمَةٌ، وغير ذلك من الآلِهَة التي لا يُعْرَفُ أَشْكالُها (١). والله أعْلَم (a).

وبمصر أبْنِيَةٌ يُقَالُ لها البَرَابي من الحِجَارَةِ العَظِيمَةِ المُفْرِطَةِ الكبر. والبِرْبَا بُيُوتٌ على أشْكال مُخْتَلِفَة، وفيها مَوَاضِعُ للصَّحْنِ والسَّحْق والحَلّ والعَقْد والتَّقْطير، تَدُلُّ على أنَّها عُمِلَت لصِنَاعَةِ الكِيمْياء (b). وفي هذه الأبْنِيَة نُقُوشٌ وكِتابَاتٌ بالكَلْدَانية والقِبْطِية لا يُدْرَى ما هي. وقد أصِيبَت خَزَائِنُ تحت الأرْض، فيها هذه العُلُومُ مَكْتُوبَةً في الفَلْجَان المُتَوَّز، وفي التَّوْز الذي يَسْتَعْمِلُهُ القَوَّاسُون، وفي صَفَائِح الذَّهَبِ والنُّحَاسِ، وفي الحِجَارَة (٢).

ولِهِرْمِس كُتُبٌ في النُّجُومِ والنَّيْرِنْجَاتِ والرُّوحَانِيَّات

كُتُبُ هِرْمِس في الصَّنْعَة

"كِتَابُ هِرْمِس إلى ابنه في الصَّنْعَة". كِتَابُ "الذَّهَبِ السَّائِل". "كِتَابٌ إلى


(a) ك ١: الله أعلم بها.
(b) هنا على هامش الأصل، ربما بخط المقريزي: مطلب تعريف البربا.
(١) المقريزي: المواعظ والاعتبار ١: ٩٨، ٣١٠ (عن النَّديم).
(٢) نفسه ٩٨:١ (عن النَّديم).