للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُزاد. قال له: قَطَعَ الله أصْلَكَ من الدُّنْيا كما قَطَعْتَ أَصْلَ الفَارِسِيَّة. وبَذَلَت له الفُرْسُ مائة ألف دِرْهَم على أنْ يُظْهِر العَجْزَ من نَقْلِ الدِّيوَان فَأَبَى إِلَّا نَقْلَه فَنَقَلَه. وكان (a) عبدُ الحَمِيد بن يحيى يقول: "لله دَرُّ صَالِح ما أَعْظَمَ مِنَّتَهُ على الكُتَّاب! ". وكان الحَجَّاجُ أَجَّلَهُ أَجَلًا في نَقْلِ الدِّيوان (١).

فأمَّا الدِّيوانُ بالشَّام فكان بالرُّومِيَّة، والذي كان يَكْتُبُ عليه سَرْجُون بن مَنْصُور لمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان، ثم مَنْصُور بن سَرْجُون. ونُقِلَ الدِّيوانُ في زَمَنِ هِشَام بن عبد الملك، نَقَلَهُ أبو ثَابِت سُلَيْمَان بن سَعْد مَوْلَى حُسَيْن، وكان على كِتَابَةِ الرَّسَائِل أيَّامَ عبد الملك. وقد قِيلَ إِنَّ الدِّيوَانَ نُقِلَ في أَيَّامٍ عَبْد الملك، فإنَّه أَمَرَ سَرْجُون ببعض الأمْرِ فتَرَاخَى فيه، فأَحْفَظَ عبد المَلِك فاسْتَشَارَ سُلَيْمَان فقال له: أنا أنْقل الدِّيوَانَ وأَرْتَحِل منه (b) (٢) .

ذِكْرُ السَّبَبِ الذي مِنْ أَجْلِه كَثُرَت كُتُبُ الفَلْسَفَة وغيْرها من العُلُومِ القَدِيمَة في هذه البِلاد (٣)

أحَدُ الأسْبَابِ في ذَلِك أَنَّ المأمُونَ رَأَى في مَنَامِهِ كأَنَّ رَجُلًا أَبْيَضًا (c)، مُشْرَبًا حُمْرَةً، وَاسِع الجَبْهة، مَقْرُون الحَاجِب، أَجْلَحَ الرَّأْس، أَشْهَلَ العَيْنَينُ، حَسَنَ


(a) ليدن: فكان.
(b) ساقطة من ليدن.
(c) الأصْل: أبيض.