للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُغَنِيِّين خَطأٌ، والذي ألَّفَهُ أبي مِنْ دَواوِين غِنَائِهِم يَدُلُّ على بُطْلانِ هذا الكِتابِ، وإِنَّما وَضَعَه وَرَّاقٌ كان لأبي بعد وَفَاتِه، سِوَى "الرُّخْصَة" - التي هي أوَّل الكِتاب - فإِنَّ أبي ألَّفَها، إلَّا أَنَّ أَخْبَارَهُ كلَّها من رِوَايَتِنا. وقال لي أبو الفَرَج: هذا سَمِعْتُه من أبي بَكْرٍ وَكيع حِكَايَةً فَحَفِظْتُه واللَّفْظُ يَزيدُ ويَنْقُص.

وأَخْبَرَنِي جَحْظَةُ (١) أَنَّه يَعْرِفُ الوَرَّاقَ الذي وَضَعَه وكان يُسَمَّى سِنْدِيّ بن عليّ (٢)، وحَانُوتُه في طَاقِ الزِّبْل (٣) وكان يُوَرِّقُ لإسْحَاق، واتَّفَقَ هو وشَرِيكٌ له على وَضْعِه (٤).

وهذا الكِتابُ يُعْرَفُ في القَدِيم بـ "كِتَابِ السُّرَاه"، وهو أَحَدَ عَشْر جُزْءًا، ولكلِّ جُزْءٍ أَوَّلٌ يُعْرَفُ به، فالجُزْءُ الأَوَّل من الكِتَابِ "الرُّخْصَة" وهو تَأليفُ إسْحَاق لا شَكّ فيه ولا خُلْفَ (٥).

تَرْتِيبُ أجْزَاءِ الكِتَابِ وَيُرْوَى إِلى اليَوْم

الأوَّلُ منه: [الطويل]

عَلِقْتُ الهَوَى مِنْها وَليدًا فَلَمْ يَزَل … إلى الحَوْلِ يَنْمِي حُبُّها وَيَزِيدُ

الثَّاني منه: [الطويل]

ولا أَحْمِلُ الحِقْدَ القَديمَ عَلَيْهِمُ … وَلَيْسَ رَئِيسَ القَوم من يَحمِلُ الحِقْدا

الثَّالِث منه: [البسيط]

أَلْمِمْ بزَيْنَبَ إِنَّ الرَّكبَ قَد أفدا … قَلَّ العَزَاءُ لَئِن كَانَ الرَحيلُ غَدا


(١) انظر فيما يلي ٤٤٩.
(٢) انظر كذلك فيما تقدم ٣٢٩: ٩.
(٣) لم أقف على طاق الزَّبل فيما بين يدي من مراجع، ولعل المقصود: طاق الحَرَّاني الذي سيرد ذكره (فيما يلي ٤٦٣) وكان به زمن اليعقوبي عِدَّة أسْواق فيها أكثر من مائة دُكان للوَرَّاقين (اليعقوبي: البلدان ٢٤٥).
(٤) عن أبي الفرج الأصبهاني: الأغاني ٥:١ - ٦.
(٥) ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٦: ٥٦ - ٥٨ (عن النَّديم).