للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُحَقَّق، ويُسَمَّى اسْكُولُثْيَا، ويُقالُ له الشكل المُدَوَّر، ونَظِيرُه "قَلَمُ الوَرَّاقِين". والسَّرْطَا، وبه يَكْتُبُون التَّرَسُّل، ونَظيرُهُ في العَرَبية "قَلَمُ الرِّقاع". وهذا مِثَالُ الخطِّ الشرياني (a)

الكَلامُ على القَلَمِ الفَارِسِي

يُقَالُ إِنَّ أَوَّلَ من تَكَلَّمَ بالفَارِسِيَّة، جيومَرْت ويُسَمِّيه الفُرْسُ: الكل شَاه ومَعْنَاه مَلِك الطِّين (١)، وهو عندهم آدم أبو البَشَر. وقيل أَوَّلُ من كَتَبَ بالفَارِسِيَّة، بيورأسْب بن وَنْدَاسْب (b) المعروف بالضَّحَّاك صَاحِب الأجْدِهَاق. وقيل أفريدون بن أَثْفَيَان لما قَسَمَ الأَرْضَ بين وَلَدِهِ: سَلْم وطُوج وإيرج، خَصَّ كُلَّ واحِدٍ منهم بثُلُثِ المَعْمُورِ وكَتَبَ كِتَابًا بينهم (٢). قال لي أمَادُ المُوبَذ: إِن الكِتَابَ عند مَلِكِ الصِّين، حُمِلَ مع الذَّخَائِر الفارِسِيَّة أَيَّامٍ يَزْدَجِرْد، والله أَعْلَم.

ويُقالُ إِنَّ أَوَّلَ من كَتَبَ: جَمْ الشِّيد بن أونجَهَان (c) وكان يَنْزِلُ آسان من طَسَاسيج تُستَر، فزَعَمَت الفُرْسُ أَنَّه لما مَلَكَ الأرْضَ ودَانَت له الجن والإنسُ وسُخِّرَ له إبْلِيسُ، أَمَرَه أَنْ يُخْرِجَ ما في الضَّمِير إلى العيان، فعَلَّمه الكتابة.

قَرَأْتُ بخَطِّ أبي عبد الله محمَّد بن عَبْدوس الجَهْشِياري (٣) في "كِتَابِ الوُزَرَاء" تأليفه قال (٤): كانت الكُتُبُ والرَّسَائِلُ قَبْل مُلْكِ يُشْتاسْب بن لُهْرَاسْب قَلِيلَةً ولم


(a) بعد ذلك بياض سطرين وكتب على هامش الأصل: أخْلَلْنَا كما وَجَدْنا في الدُّسْتُور وكذلك في جميع الكتاب، وفي ك ١: ما ذكره.
(b) المسعودي: أرْوَندَسْب.
(c) ك ١: أولجهان.