للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكَلامُ على أَنْوَاعِ الوَرَقِ

يُقالُ أوَّلُ من كَتَبَ آدَمُ على الطِّين، ثم كَتَبَت الأُمَّم بعد ذلك بُرْهَةً من الزَّمَانِ في النُّحَاسِ والحِجَارَةِ للخُلُود، هذا قبل الطُّوفان. وكَتَبُوا فِي الخَشَبِ ووَرَقِ الشَّجَرِ للحَاجَة في الوقت. وكَتَبُوا في التُّوز الذي تُعْلَى به القِسِيّ أيضًا للخُلُود، وقد اسْتَقْصَيْنَا خَبَرَ ذلك في مَقَالَةِ الفَلاسِفَة (١). ثم دُبِغَت الجُلُودُ فَكَتَبَ النَّاسُ فيها.

وكَتَبَ أَهْلُ مِصر في القِرْطَاس المصريّ ويُعْمَل من قَصَبِ البَرْدِيّ (٢)، وقيل أَوَّلُ من عَمِلَه يُوسُفُ النَّبيّ، .

والرُّومُ تَكْتُبُ في الحَرير الأبيض والرَّقّ وغيره، وفي الطُّومار المِصريّ وفي الفَلْجَان، وهو جُلُودُ الحَمِير الوَحْشِيَّة.

وكانت الفُرْسُ تَكْتُبُ في جُلُودِ الجَوَامِيس والبَقَر والغَنَم.


= الفرقان للتراث الإسلامي ٢٠٠٥، ١٧٦ - ١٨٥.
(١) فيما يلي ٢: ١٣٥، وفيه أنَّ لِحَاءَ شَجَر الخَدَنْكَ يُسَمَّى التُّوز.
(٢) القِرْطاسُ المصري أو البردي Papyrus . نباتٌ من فصيلة السَّعد Cyperus papyrus L ينبُت بطريقة طبيعية بين المَشَاتل في مصر، موطنه الأصلي. يُتَّخَذُ الوَرَقُ من لُبابِه، وهو لُبَابٌ ليفي لَزِج يُقَطَّع إلى شرائح طولية بعد قَشْرِها تُوضَعُ الواحدةُ إلى جانب الأخرى ثم تُرْدَف بطبقة ثانية من هذه الشَّرائح مُتَعامِدَة مع الأولى، وتُطرق الصَّحائفُ بمطرقة خشبيةٍ لتسويتها ولتتَّحِد أجزاؤها بواسطة اللُّزُوجة الطَّبيعية. (ابن البيطار: الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، بيروت ١٩٩٢، ١: ١١٩؛ القلقشندي: صبح ٢: ٤٤٨٥، (٢) R. SELHEIM، El art Kirtas V، p. ١٧١; R. G. KHOURY، EI art. ٢٦٨ - ٧٢ .Papyrus VII، pp ؛ سعيد مغاوري محمد: البرديّات العربيَّة في مصر الإسلامية، القاهرة ١٩٩٦؛ جفري خان: "البرديات العربية"، دراسة المخطوطات الإسلامية بين اعتبارات المادة والبشر، لندن - مؤسسة الفرقان ١٩٩٧، ٥٧ - ٧٦؛ أيمن فؤاد: الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات، القاهرة - الدار المصرية اللبنانية ١٩٩٧، ١٦ - ١٨؛ ديروش: المدخل إلى علم الكتاب المخطوط، ٦٦ - ٧٦).