للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٨٣ - حدثنا يحيى، ثنا مسدد، ثنا يحيى، ثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرني عطاء قال: سمعت جابر بن عبد الله في ناس معي قال: أهللنا أصحاب رسول الله بالحج خالصًا فقدم النبي صبيحة رابعة مضت من ذي الحجة (١).

قال أبو بكر: فأقام بمكة بيوم رابع وخامس وسادس وسابع، وخرج يوم التروية فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح بمنى، ثبتت الأخبار عنه بذلك، وبخروجه إلى عوفة، ورجوعه إلى المزدلفة، وبمقامه بمنى ليالي التشريق، وبمسيره إلى مكة في آخر أيام التشريق بعد زوال الشمس فأقام بها حتى صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ورَقْدِه رقدة بالمُحَصَّب، فهذِه العشرة التي أقام بمكة ومنى وعرفة، فإذا كان هكذا فلا حجة لمن زعم أن من أقام ببلد عشرَا أتم الصلاة محتجًا بحديث أنسٍ؛ إذ سبيل حديث أنس بهذا السبيل.

قال أبو بكر: وأسعد الناس بحديث جابر الذي ذكرناه أحمد بن حنبل ومن وافقه؛ لأنه نظر إلى عدد الصلوات التي صلاها رسول الله في أيام مقامه بمكة في حجته، فأجاز أن يقصر من أقام مقدار [ما] (٢) يصلي ذلك العدد من الصلوات، وأمر من زاد مقامه على ذلك المقدار بالإِتمام، وهذا القول أولى بمن اتبع فعل رسول الله وقصد الأخذ بحديث جابر في هذا الباب من قول غيره.

* * *


(١) أخرجه البخاري (٧٣٦٧) وغيره، ومسلم (١٢١٦). كلاهما من طريق عطاء، قال: سمعت جابر، فذكره، بأتم مما هنا.
(٢) الإضافة من عندنا؛ حتى يستقيم الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>