كتاب الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف - ط الفلاح

جماع أبواب اتباع الجنائز - ذكر حمل الجنازة بين عمودي السرير - ج: 5 - ص: 406

السختياني، وبه قال إسحاق، ويروى معناه عن ابن عمر، وابن مسعود.

وفيه قول ثان: وهو أن وجه حملها أن يضع ياسرة السرير المقدمة على عاتقة الأيمن، ثم ياسرة المؤخرة، ثم يامنة السرير المقدمة على عاتقه الأيسر، ثم يامنة المؤخرة. وهذا قول الشافعي (١)، وأحمد بن حنبل (٢)، والنعمان (٣).

وقالت طائفة: ليس في ذلك شيء مؤقت، يحمل من حيث شاء، إن شاء قدامه، وإن شاء وراءه، وإن شاء ترك، ولا معنى لذكر الناس يبدأ باليمنى وذلك بدعة. هذا قول مالك بن أنس (٤). وقد روينا عن الحسن أنه كان لا يبالي أي (٥) جوانب السرير بدأ، وقد اختلف عن الحسن فيه. وقال الأوزاعي: ابدأ بأيه شئت من جوانب السرير إذا أردت أن تحمل الجنازة.

* * *

[ذكر حمل الجنازة بين عمودي السرير]

واختلفوا في حمل الجنازة بين عمودي السرير؛ فروينا عن عثمان بن عفان، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وأبي هريرة، وابن الزبير أنهم حملوا بين عمودي السرير.

---

(١) "الأم" (١/ ٤٥٠ - باب حمل الجنازة).
(٢) "مسائل أحمد وإسحاق برواية الكوسج" (٥٦٨).
(٣) "الجامع الصغير" (١/ ١١٧ - ١١٨ باب في حمل الجنازة والصلاة عليها).
(٤) "المدونة" (١/ ٢٥٣ - حمل سرير الميت).
(٥) كذا وعند ابن أبي شيبة (٣/ ١٦٨) (بأي) وهو الأقرب وانظر الآثار عنده تحت باب (بأي جوانب السرير يبدأ في الحمل).