للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[باب ذكر إثبات القصاص من العين]

قال الله ﷿: ﴿وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين﴾ (١) الآية.

قال أبو بكر: اختلف القراء (٢) في قراءة قوله: ﴿والعين بالعين﴾ فكان نافع وعاصم والأعمش وحمزة يقرأونها كلها نصبا، وكان الكسائي وأبو عبيد يقرآنها رفعا ﴿والعين بالعين﴾، فمن قرأها بالنصب جعل معناها على معنى قوله ﴿وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس﴾ إلى قوله: ﴿والجروح قصاص﴾ أي: كتبنا ذلك كله عليهم في التوراة، ومن قرأها (٣): ﴿والعين بالعين﴾ جعل ذلك ابتداء كلام حكم في المسلمين، وجعل قوله: ﴿وكتبنا عليهم فيها﴾ في التوراة دون ما بعده، وجعل قوله: ﴿والعين بالعين﴾ ابتداء حكم في المسلمين، وهذا أصح القراءتين (٤)، وذلك أنها قراءة رسول الله ، فلما ثبت (٥) عن رسول الله


(١) المائدة: ٤٥.
(٢) قال ابن الجزري: قرأ الكسائي ﴿وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ﴾ وما بعده بالرفع، ورفع ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو، وأبو جعفر ﴿وَالْجُرُوحَ﴾ فقط، والباقون كل ذلك بالنصب.
(٣) في "تفسير زاد المسير" (٢/ ٣٦٧): وحجته أي الكسائي أن الواو لعطف الجمل لا للاشتراك في العالم، ويجوز أن يكون حمل الكلام على المعنى ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ﴾: قلنا لهم: ﴿النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾، فحمل العين على هذا، وهذِه حجة من رفع "الجروح". ويجوز أن يكون مستأنفًا لا أنه مما كتب على القوم وإنما هو ابتداء إيجاب. وانظر: "الدر المصون" (٤/ ٢٧٣).
(٤) في "تفسير القرطبي" (٦/ ١٨٧): قال ابن المنذر: وهذا أصح القولين.
(٥) رد أبو حيان على من ادعى بلحن قراءة من القراءات بدون دليل فقال: "فالقول بأنها لحن من أكبر الخطأ المؤثم الذي يجر قائله إلى الكفر إذ هو طعن علي ما عُلم نقله =

<<  <  ج: ص:  >  >>